الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
وقعتم في الحيرة فمن رام النجاة والفوز فليلزم العبودية وليدمن الاستغاثة بالله وليبتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام وأن يتوفى على إيمان الصحابة وسادة التابعين والله الموفق فبحسن قصد العالم يغفر له وينجو- إن شاء الله- .وقال أبو عمرو بن الصلاح:فصل لبيان أشياء مهمة أنكرت على أبي حامد:ففي تواليفه أشياء لم يرتضها أهل مذهبه من الشذوذ منها قوله في المنطق:هو مقدمة العلوم كلها ومن لا يحيط به فلا ثقة له بمعلوم أصلا (1) .قال:فهذا مردود إذ كل صحيح الذهن منطقي بالطبع وكم من إمام ما رفع بالمنطق رأسا.فأما كتاب(المضنون به على غير أهله)فمعاذ الله أن يكون له شاهدت على نسخة به بخط القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري أنه موضوع على الغزالي وأنه مخترع من كتاب(مقاصد الفلاسفة) وقد نقضه الرجل بكتاب(التهافت) (2) .__________(1) قال ذلك في " المستصفى ": 1 / 10 وهذا المنطق الصوري اليوناني الذي امتدحه الغزالي بقوله: " من لا يحيط به فلا ثقة له بعلومه أصلا " لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد وكثير من قضاياه لا تصح وقد كان سببا في إفساد عقلية كثير من العلماء وانحرافهم عن منهج النبوة وطريقة السلف المشهود لهم بالخيرية على لسان من لا ينطق عن الهوى.والتعليق هنا لا يتسع لبيان ما في هذا العلم من خطأ وفساد ومن أراد معرفة ذلك بالتفصيل فليرجع إلى كتاب " الرد على المنطقيين " لشيخ الإسلام فإنه قد أتى على بنيان هذا العلم من القواعد وهتكه هتكا بالحجج الدامغة والبراهين الواضحة.(2) انظر لزاما ما كتبه عن نسبة كتاب " المضنون به على غير أهله " للغزالي الدكتور سليمان دنيا في كتابه " الحقيقة عند الغزالي ".
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 329 - مجلد رقم: 19
|